حين يحتار القلم

السلام عليكم والرحمة

ها نحن ذا نعود لمحراب قلوبكم

باحين عن حبر يحمل معنى الهدوء لعقولكم

فعلى بكرة من الله نبدأ

مدخل .,.,

تمر الأيام بعقولنا غفلة

لا نحن فى أمن من مرورها ولا حتى فى ركابها

وكإننا صرنا معصوبى العيون

نمشى خلف من يفقه ومن لايفقهون

إلى أين ؟ لا يدرى أحد

فقط يتواصلون , فقط يمشون

تغيرت معالم الكون كثيرا فى الأونة الأخيرة من حياتنا

صارت سرعة العالم كبيرة أكثر من حد قدرتنا على الفهم

فكل يوم يظهر الجديد والجديد , فى حين نكتفى بالمتابعة

وإتساع هوة الفيه تارة فى عجب , وأخرى فى سخرية

ولا أحد يكاد يفقه لما العجب ولا حتى لما السخرية

فقط نواصل حياتنا وكأن الكون بأكمله لا يعنينا فقط أنا الأهم

\
.
\
.

فواصل ونقاط , ومن ثم نتواصل , شيمة من شيمات الحياة

وكإنها طراز من السطور الطويلة يتخللها بعض الفواصل

حينها يكون العقل فى نوع من أنواع الترف , فى فترة لا تساعده كثيرا

وقتها يعجز عن إتخاذ القرار , فتأتى الضربة .,. قوية كالعادة

فحين يتوقف العقل عن العمل تشل حركة خلية بأكملها

فتعاصر الحياة لا يسمح بإتخاذ هدنة من التفكير

وكم من الحقائق تمر علينا سريعا بسرعة البرق

تخطف النظر منا حينا , وتسلبنا أدميتنا فى أخرى

ولا ندرك ما معناها ولا قيمتها الحقيقية , إلا بعد مرور حين

وقتها يكون قد نفذ منا الوقت حقا , فهو ليس بشيئا نملكه

صرت انا فى حيرة كبرى من أمرى .,. وآه من تلك الحيرة

فلا العجلة تنفع , فمقتنع جدا انا بإن فى العجلة الندامة

ولا التريث يفيد , فحين تتريث أنت يؤخذ غيرك ألف قرار

والأولية صارت دائما لما إبتدى , فعصر الأفضلية يكاد ينقضى

فصارت الغوغائية والعشوائية درب من دروب الحياة

العديد من القرارات بلا معنى ولا هدف , ولاحتى قيمة بشرية

فقط غرضها الوحيد هو حرية إتخاذ القرار , بغض النظر عن كونه

فأنا أفكر إذن أنا أتخذ قرار , إذن انا أعلن للعالم انا موجود

يوم بيوم تتحور معتقداتنا فتتغير معالم الحياة فينا تارة تارة

فتقل مقدار الحكمة بحياتنا وتزداد الأمور بنا مرارة

دعونى أعود بذاكرتى لسنين قد مضت , وقت تخرجى

كان الكون وقتها أقل حدة وأقل شراسة بمراحل من اليوم

حين إمتلكت حقا حق التفكير وحق تقرير المصير وحق إتخاذ قرار

أدركت بعدها قيمة فن إتخاذ القرار , فهو يحدد حياة

حين أدركت إلى أى إتجاه من الممكن أن أتوجه حقا

حين أدركت بعين من الحكمة وعين من المشورة إتجاهى الصحيح

قلت المشورة , بل تكاد تنعدم فى حياتنا بشكل مطلق

الكل مدرك تمام الإدراك كونه على الطريق الصحيح

فطالما انا كذلك فسحقا للأخرين , فعقلى أولى بنفسى من غيره

فصارت لغة الحوار بيننا عقيمة , عاجزة عن طرح فكرة سليمة

فالكل يدور حول أفق واحد , عاجز عن الوصول إلى نقطة وسط

لم يكن ما أملكه من ماضى بتلك الصورة الوحشية

كان لأبى وأصدقائى دائما وأبدا نصيب من حياتى

فكنت أستفيد من خبرة أبى , ورؤية من هم خارج الموضوع

مع بعد من قدرتى الخاصة على تحديد مصيرى نجحت

نجحت حقا فى الوصول إلى كل ما أحلم به وأتمناه

وأدركت الأن قيمة أن يكون أمرنا شورى بيننا

حين عجزت كل الأنظمة العربية عن إتخاذ قرار واحد

فحكوماتنا إتفقوا على أن يتفوا أبدا على مدرا تارخيهم

أو كما قال أستاذى الجليل "د. سيد ربيع " رحمه الله .,.

الحكومات العربية لم تتفق على مدار تاريخها سوى على أم كلثوم

فبينهم ماتت أحقية المشورى فالكل يتوقع كونه على صواب

.,. مخرج

حين ننظر إلى واقع صراع الحضارات

نجد الفجوة تتسع بين عقول الأجيال

فلغة التواصل تكاد تنعدم بين جيل وأخر

الكل فقط يتفنن فى الإنتقاد

عذرا على الإطالة , هى فقط كانت منى لحظات حياة

تحياتى للجميع